[دعوة عامة للجهاد]
  فهل فيكم لهذه التجارة طالب يبذل اليسير الحقير من ماله، لينال الكثير الجزيل من ثواب ربه؟! واللّه يقول وقوله الحق: {وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ١٢١}[التوبة: ١٢١]، فلا تزهدوا رحمكم اللّه في عمل يكتب لكم فيه ضعفي نفقاتكم وكثيرها، فيقطع ما لا تحصون عدده من الأودية التي لا يتجاوزنها في سبيل ربكم، فليس ما وعدتم على ذلك بقليل، ولا العجز فيه بمثيل.
  فسارعوا إلى أفضل أعمالكم قبل حلول آجالكم وفوت آمالكم، وذروا طول والغفلة عنكم، فما بعد الكفر إلا الضلال، وقال سبحانه معرفا بالمؤمنين واصفا لهم بأكرم صفاتهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ١٥}[الحجرات: ١٥]، أجل صدق اللّه ورسوله أن أولئك المؤمنين الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم ولم يبخلوا عن القربات إليه بالمضنون من الأنفس والأموال، وهل يجود بماله إلا من سمح بنفسه وصيرها لحكم ربه؟!
  فكونوا رحمكم اللّه بأولئك مقتدين، ولآثارهم سالكين، تنالوا من ذلك الخير ما تنالوا، وتبلغوا في الآخرة ما هم بالغون.
  وقال وقوله الحق: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ