[كتابه إلى رزين بن أحمد]
[كتابه إلى رزين بن أحمد]
  فلما أن أتت غزاة نجران هذه وجمع العساكر، أرسل إلى رزين بن أحمد أن يلقاه إلى نجران بأهل ولايته ويحشدهم في ذلك ويزودهم من عدم الزاد، وكتب إليه كتابا وأمره أن يقرأه عليهم، نسخته:
  ﷽ كتبت إليك يا أخي - أسال اللّه حفظك، ودفاع السوء عنك - كتابي هذا بعد أن وعدنا عساكرنا المنصورة لغزاة نجران، وأمرناهم بالنهوض والحال بنا جميل، ولربنا(١) الحمد، بعد أن كنت قد أنفذت إليك نسخة كتاب الدعوة لأهل الطاعة، على هؤلاء الباغين أهل نجران، وأمرتك في كتابي هذا من الأمر بما وقفت عليه، وتقدمت إليك في الاستعداد، وتخدم للرجال الأنجاد، في اللقاء على نجران، فتنتظرنا يا أخي أحسن اللّه توفيقك، وكان في كافة الأمور معينك، أنت تشد وتحزم في إكثاف الجماعة، والتجهيز معك لما قدرت عليه من الزاد والنفاعة، ولا تزهد في رجل واحد يستحقه، فإن أهل الحجاز عرب أولو حفائظ ونجدة وصبر على المكروه، فحرّضهم على الخروج أشد التحريض، وذكّرهم ما عقدوا للّه ولنا في رقابهم من العهود، وما يجب عليهم من الوفاء بذلك، قال اللّه ø: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا ٣٤}[الإسراء: ٣٤]، وحذرهم ما يلزمهم من الحنث بأموالهم
(١) في السيرة: وربنا. ولعل الصواب ما أثبت.