مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى رزين بن أحمد]

صفحة 333 - الجزء 1

  وأزواجهم ومماليكهم ويصيبهم في أنفسهم، وتحث عليهم من سخط ربهم إذا تأخروا عن إجاب دعوتنا لجهلة الفجرة، الباغين الكفرة، {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ٢٨}⁣[إبراهيم: ٢٨]، ولم يراعوا حرمة رسول اللّه ورحمتنا، وغدروا في ذمتنا، وأنكروا حقنا، وكفروا إحساننا، وقالوا بالبغي من دون البرية في وجوهنا، وأعلمهم ما ينالون من الغنائم التي يغنمونها والعطايا، من بعد ذلك، ثوابا لفعلهم، وبعد ذلك ثواب اللّه في الآخرة الجزيل، وعطاؤه الجليل، الذي وعد به من جاهد في سبيله، وباع نفسه، حيث يقول ø: {... إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ ...}⁣[التوبة: ١١١] الآية، وعرّفهم وأوقع عندهم كثرة شكري لهم، واعتدادي بهم، وثقتي بطاعتهم، واعتمادي عليهم في وفائهم وصحبتهم، واللّه يوفقك ويتولى عونك، وقرأت عليك السلام كثيرا طيبا، والموعد لك على نجران يوم السبت أحد وعشرين يوما خالية من شهر شعبان، عرف اللّه الجميع منا بركة هذا الغزاة، وأرغم بها جميع أعدائه.