مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل اليمن]

صفحة 334 - الجزء 1

[كتابه إلى أهل اليمن]

  وقد روي: أن بعض الجنود عامل أهل نجران على أن ينهزموا بعسكر الإمام # ودسوا لهم شيئا من حطام الدنيا، واللّه أعلم بما روي عنهم، فأما ترك القتال فقد فعلوا وتولوا عن إمامهم وخذلوا، وعند ذلك أغضبه أقوال الناس فكتب كتابا، نسخته:

   والحمد للّه رب العالمين، الحمد للّه الذي أسعد بهدايته المهتدين، وأيد بنصره المطيعين، نحمده على إحسانه علينا، ونجل عليه الثناء لاتصال نعمته بنا، ونشهد أن لا إله إلا اللّه، شهادة موقف بوحدانيته، مقتصد بالدليل على ربوبيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم.

  أما بعد يا أهل اليمن فإنا لم نتعرف إليكم بما قد عرفتموه منا، لكنا قد نعرفكم بما لم تحيطوا به علما، ألا وقد ضمّنا وإياكم أمر لو لم يكن قد جمعنا عليه، ولا نسبنا إليه، لكان في ذلك بشير لنا ولكم، وصيانة تشملنا وتشملكم، وقد أصبحنا الآن وأمسينا على أقبح ما أمسى عليه قوم وأصبحوا، ومنا من يظن أن ذلك هين وهو عند اللّه عظيم، وعند جميع خلقه، فبما ذا تعتذرون إلى من تلقون؟! أم من المعتذر عنكم عند من لا يشاهدون؟! هيهات واللّه ذلك أمر معدوم، إن مسيركم ومن يعرف باسمه ونسبه منكم قد سارت بذكره الركبان، وهتف بعلم مخرجه في جميع البلدان، وكما قد ذكر مسيركم شهر إجماعكم، فسيذكر ما فعلتم وبما فعل بكم، أفترضون يا كافة