مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل اليمن]

صفحة 336 - الجزء 1

  تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ٧}⁣[محمد: ٧]، فهل تجدون للّه وعدا بالنصر إلا من نصره؟!

  ألا وقد تعلمون قلة الراغب منكم في نصر اللّه، فهل من توبة تعتاضون بها ما أضعتم، وتريدون بها ما فوّتم، فلم تفوتوا أنفسكم قليلا، إنكم في حال من فاتته الدنيا والآخرة، وحسن القالة المأثورة، فاتقوا اللّه وعودوا إليه، واستغفروه من ذنوب أذهبت نهاكم، وفوّتت آخرتكم لدنياكم، إنكم وليتم القوم الدبر، إلى غير فئة تحيزتم إليها، لأني فئتكم التي تجوز التولية إليها، فلينظر كل منا إلى متحيّزه فمن أصابه فقد نجا، ومن خالفه فقد ضل، وهو⁣(⁣١) كما قال ø: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ ١٥ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦}⁣[الأنفال: ١٥ - ١٦]، فالراجع وحكم اللّه عن القتال إلى فئته غير مولّ، فالناجون منكم عند اللّه من ارتد إلي، والهالكون من كان موليا بين يدي، لأنكم فئتي التي أتحيز إليها، وأنا فئتكم التي تتحيزون إليها.

  ألا والأقرب عمن تاب من ذنبه⁣(⁣٢)، أو رجع إلى فئته، ولو من بعد بلوغ مستقره، فأحضروا جميع أنفسكم، جميع النية الجميلة، وتوبوا إلى اللّه


(١) في السيرة: وهو أو هو. زيادة سهو.

(٢) في السيرة: دينه. والصواب ما أثبت.