[كتابه إلى أهل اليمن]
  هذه الشريطة فها هنا لكم وبين أيديكم، ومن بعد الانتصار مما قد جرى علي وعليكم أجعل لك من يخدمني في سبيل اللّه ما يقوم بفرسه ومرامه وسلاحه، وإن فتح اللّه وزاد الخراج زدنا كلا بقدر خدامه في الإسلام، هذا منّا إذا وقعت الاستقامة منكم، وإن وقع اختلاف، وقلة الاستقامة، وقل عون الجماعة، فلن يتم لنا ولكم المراد، ولن تؤول بنا وبكم الأمور إلا في الفساد، فأجمعوا على ما أفدتم، إما بصرف عن هذا الأصر، وإما بمدخل فيه على ما قد شرطنا.
  واعلموا إن وافقمونا على ما قد نذكر بدأ معكم البيعة من يومنا هذا وأكدنا العهود بيننا وبينكم، وإن كرهتم ما عرضنا عليكم ولن تكرهوا ذلك كلكم، عاملنا من يقع الوفاق بيننا وبينه وأمكسنا عن خلطة من لم يوافقنا على ما يحملنا وإياكم، وكتابنا هذا فإلى من حضر من كافة ولد قحطان، ونحن نكتفي بمن حضر عمن غاب، إذ الحاضرون وجوه الناس، والنائبون عمن غاب منهم، فأجمعوا رحمكم اللّه على رأي يحملكم فها أنا حاضر معكم إن وقع اتفاقكم على ما يقيم العز في الدنيا والآخرة، وإن لم تتفقوا على ذلك فلا يلحقني أحد منكم لائمة، فلست بمقيم على هضيمة الدين، ولم آت اليمن معتاشا ولا مرتاشا، إنما أتيته لأدرك بأهله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووضع الأشياء في مواضعها، فإذا عدمت ذلك منكم وفيكم ففرض المقام عني ساقط، واللوم لغيري مخالط، ولست أملك إلا نفسي وما أحترز به في يدي، ولست أضل السبيل إلى اللّه، واللّه لا يضيع أجر من أحسن عملا، والسلام على من اتبع الهدى، والحمد للّه أولا وآخرا كما هو بالحمد أولى، وصلى اللّه على سيدنا محمد المصطفى وعلى من طاب من عترته وزكا.