مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى حمير]

صفحة 348 - الجزء 1

  أقضاكم»⁣(⁣١)، وفيه يقول يوم غدير خم لأصحابه: «معاشر الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: فمن كننت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله»⁣(⁣٢).

  وفي ابنيه الحسن والحسين ابني بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يقول: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»، فهذا من قوله ~ تعرفه كافة العلماء، ثم قد أتى من دون ما أومى إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم من اختلاف أمته ما قد أتى، من أدوال الخلفاء لمقامه، وذريته من ذلك بمعزل، وهم هداة البرية، وسفن النجاة.

  ألا ثم اعلموا يا كافة العرب ومن يتصل بدين الإسلام من العجم، أن القاسم بن علي أحد ذرية نبيكم، ومن يدعوكم إلى طاعة ربكم، ف {أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ٣١}⁣[الأحقاف: ٣١]، وله القربى من رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، والعفة عن محارم اللّه، والعلم بكتاب اللّه وسنة رسول اللّه، إلى ذلك يدعوكم، وعليه يحملكم، وبه يأمركم، ولكم عليه أن يحقن⁣(⁣٣) دماءكم إلا


(١) أنظره في كشف الخفاء ١/ ١٨٤.

(٢) أخرجه الترمذي (٣٧١٣)، وأحمد بن حنبل ١/ ٨٤، وابن حبان (٢٢٠٢)، والطبراني ٣/ ١٩٩.

(٣) في السيرة: نحقن. ولعل الصواب ما أثبت.