[كتابه إلى حمير]
  ألا وأنكم في أوان فتنة من انتصب لها أوثقته، ومن طأطأ عنها لحصته، ولن يسلم منها إلا من اعتصم بحبل اللّه، ووصل حبله بحبال أوليائه الذين يتمسكون بالكتاب، ويخافون يوم الحساب.
  عباد اللّه إنا نجد فيما لدينا من الآثار أن الفتن تكرس في جراثيم العرب حتى لا يقال، ثم يبعث اللّه قوما يجتمعون من مناكب الأرض كما يجتمع قزع(١) الخريف، هاه هاه، فهنالك يحق اللّه الحق ويميت الباطل، فكونوا رحمكم اللّه ممن يجتمع في الحق ولا تكونوا ممن يجتمع في الباطل، فإنا نجد في الأثر عن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «لتأمر بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن اللّه عليكم شراركم فيسومونكم العذاب، ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم»، حتى يبلغ الكتاب أجله ثم يكون اللّه المنتصر لنفسه، وما انتصر لنفسه من أمة إلا أهلكها بعذاب من عنده، فاحذروا رحمكم اللّه عذابه واجعلوا أنفسكم حزبه، فإن حزب اللّه هم الغالبون، وقد أعذر من أنذر، والسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطيبين.
(١) في السيرة: قرع. والصواب ما أثبت.