مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[عهد القاسم لأهل ولايته]

صفحة 359 - الجزء 1

  الوفاء بعهدك، والإنجاز بوعدك، وقد قدمت من القول ما إن⁣(⁣١) عملت به نلت مرادك، وآثار غنمك بالظفر بطلبتك، فلا تعرض من ذلك صفحا⁣(⁣٢)، ولا تدع عنه ظهرا، فإنه مقدمة لما رفعت إليك، وضرب فيهم التباس بالناس، فلو كنت الذي لم تكن إذ كنت الذي لم تذكر، لكان في ذلك سلامتك من الذنوب وأهلها إذا⁣(⁣٣) أحسنت طاعتك للّه سبحانه وتعالى، لكنه قد ساقك ما ساق آباءك من الضرورات التي لم يجدوا عنها معدلا، ولا لمن دفعوا إليه من الناس بدلا، واستعن باللّه واستقم لنفسك بقبول موعظة أبيك.

  واعلم أن الدنيا سريعة الزوال، وجميع ما فيها إلى انتقال، وليس للموت أجل معروف، ولا يوم موصوف، فيعمل لذلك ويستعد له، وإنما موافيك بغتة، فأحذرك أن يلقاك على غير أهبة، فتكون من الهالكين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.

  وكن للأقربين وصولا، وعن السيئ رحولا، وبمعروفك منيلا، ولأذاهم⁣(⁣٤) حمولا، فإن ذلك مما يقربك⁣(⁣٥) منهم، ويكف عنك كثيرا من سيئهم،


(١) في السيرة: أن. والصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: صحفا. والصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: إلى. ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) في السيرة: ولأذائهم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٥) في السيرة: يريك. ولعل الصواب ما أثبت.