مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[عهد القاسم لأهل ولايته]

صفحة 361 - الجزء 1

  ووجه آخر فإنك تصير على بلد قد ولّيته من قبلك وال هو لك شقيق في النسب، والفضل لمن يفضل، وقد أولى أهله جميلا صانهم فيه، وعفّ عن أموالهم، ونزه منها نفسه، فعلم عند ذلك قدره، وارتفع ذكره، وجلّ خطره، ثم إنك إن سلكت بهم غير ذلك السبيل آذوك ونقصوك، وقل انتفاعهم بك وانتفاعك بهم، وأعلى ذلك من لا تحب أن يكون له العلو عليك، فاستعمل القنوع بما قسّم اللّه لك تكن معظما متبوعا، واللّه يوفقك لذلك ويعينك عليه.

  وقد كان لابن عمك سيرة عيب عليه، وأنت فتنظر أتعين أباك ويؤمن إليك بمثل ما يؤمن إليه، وتنظر ما يكون منك، فليس الناس بالملاينة والملاطفة، ولا تسر فيهم بالشدة، واجعل شدتك إذا شددت وأسعدك على ذلك الأعوان الكافون أخذ الحق من بعد البينات، التي لا تدخلها الشبهات، وما أتى من دونه فله الأعوان فخذه منهم⁣(⁣١) بما يوجب سيرة الوقت من الحبس والأدب، ومن وجب عليه قتل فاحبسه - من قبل أن تسلمه لصاحب الظلامة - وقتا، لعل في ذلك ما يحدث لصاحب الحق جميله، ومن قتل واشتبه أمره فاحبسه وأطل حبسه، ولا تقتل أحدا بشبهة، ومن قتل في قتل قد وافقه متقدما فلا تقتل به، واحبسه حبسا طويلا حتى يكون خلاصه⁣(⁣٢) بيد طالبه.


(١) في السيرة: منهم منه. والصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: خلاصة. والصواب ما أثبت.