مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى ولده جعفر]

صفحة 365 - الجزء 1

  كان ما تريد نفسك يؤول إلى هذا، فكيف يكون حال غيرها من ولي لم تتحقق ولايته؟! أو عدو لا تأمن خيانته؟!

  يا بني إذا ارتضاك⁣(⁣١) قوم لأنفسهم واليا، ورأوك لذلك أهلا، فصدّق ظنهم بك، وألن لهم جانبك، وأحسن إليهم جهدك، وليس ذلك إلا بأن تشملهم⁣(⁣٢) من صبرك على مسيئهم، وتجاوز عن قبيح فعلهم، فاجعل من نفسك ما قد وصّيتك به.

  وأحذرك من الإصغاء لمن يبدي لك النصيحة، ولكن اسمع قوله، وأظهر قبوله ولا تعطي⁣(⁣٣) ولا تعمل به حتى يتحقق لك منه ما لم يستبن عند لقائه، فإن أبانت لك التبينة سيئا فاحمل نفسك بالتجاوز عنه، وإن أبانت⁣(⁣٤) لك حسنا فأنت إذ ذلك المقسط بحاجتك، والسّالم من عجلتك.

  ومما أوصيتك به كثرة الاحتراز من الناس، فإنهم مبتلون بانتقاد⁣(⁣٥) البرية، يحصون⁣(⁣٦) على كل إنسان قوله وفعله، فاجعل السكات شعارك، تسلم من ساع يسعى بعوار كلامك، وإذا أردت فعلا فتثبت قبل فعلك حتى تدري


(١) في السيرة: ارتضيك. والصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: ذلك بأن جعلهم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: ولا تعطا. ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) في السيرة: بانت. ولعل الصواب ما أثبت.

(٥) في السيرة: بافتقاد. ولعل الصواب ما أثبت.

(٦) في السيرة: بحصون. والصواب ما أثبت.