مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[تذكرته لخلاف بين الزيدي وابن أبي الفتوح]

صفحة 371 - الجزء 1

  وأوفق أنه متى أيس أن يكون له مني نفاعة من الأمير عوده أن البلاء يحمله على البلاء، وهو رجل كثير الدرش والحاشية، ولم تكن مئونته ومؤن من يمون إلا من الخراجات التي كانت تجبى إليه، ثم الرجل إذا دفع إلى هذا الحال القبيح⁣(⁣١) غضبت له السلاطين وأنذروه، ولحق العشائر ما يلحق القريب على القريب، والصاحب على صاحبه، وعند ذلك تدر المداره ويكشف وجهه، فأدنى من يعمل إذا لم يكن فيه نهضة أن يقطع هذه الطريق ويبدي الخلاف، فإن تركه جرى المخالفون مجراه واتسع الخرق، وإن نهض نفسه يخبر عنها في عشائر عزيزة وبلدانه خربة لا تنال، فاللّه اللّه لأبدوه⁣(⁣٢) دراية في هذا الرجل، ولا تستقر عنده حتى توجب مسألتي في هذا الرجل.

  ووجه آخر مما أعرفه به فإن جميع من يريد الخلاف لا يقدرون عليه، ولا له للإيخاف⁣(⁣٣) السلاطين فيسد كل باب يخشى أن يدخل عليه منه، وكذلك القواد الذين يجرون في الطاعة مجرى السلاطين فيحسن مداراتهم، ويقم بنصفهم، ثم عليه بالخفض ولزم موضعه وإصلاح ما في يده ولا يطلب اليوم فتح بلد بكثر ولا بقل إلا ما دعاه الأمير لفتوحه متى قد عامله عليه، فإن دعاه لشيء من ذلك طلبه ما قد وعده به، فإن يصير إليه من المال ما يحمله للقيام وإلا فأمسك حتى يعينه الأمير على أموره، فعلينا في هذه السلطنة


(١) في السيرة: القبيح القبيح. ولعلها زيادة.

(٢) كذا.

(٣) كذا.