[تذكرته لخلاف بين الزيدي وابن أبي الفتوح]
  أحوال شتى من رسوم تقتضي، وبلدان قد قتلنا(١) فيها قد خرجت من أيدينا، وأحوال لا تزال تثوب، لأن السلطنة كالثوب الخلق في كل وقت يحدث فيه حادث يحتاج يرفأ، ولا مال في أيدينا نجبر به ما قد فسد.
  ووجه مما نخاطبه عنه أن نقول لهذا الرجل: أنت له مأمور وأنت عليه آمر، ولم(٢) نقل إلا أنه مأمورنا إذا قال ذلك.
  قلت: فهل علمت أن امرأ يكون أمراؤه مسبوبين على خراج ما ولوا على ترك المشورة لمن تأمره يولوا.
  فإن قال: لا يكون ذلك.
  قيل: فيما راغبت به سلطانك مما وليت، وفي أي فتنك شاورته.
  فإن قال: إنه فعل ذلك، فلم يكن ذلك إلا مما وجه ابن قحطان، أو سبب سألته إياه بالأمس ولا شيء سوى ذلك، وأما المعاملات والفتن فلم يشاورني من ذلك، بل نهيته في كتاب يذكر في ... (٣) عند منصرفنا من نجران عن قوم يتقصدهم، فنسبوا ذلك إلي وخطوطي معهم، فهم يحتجون بها اليوم عليّ، ثم لو أهمني اليوم مهمة لكنت غير قائم بها، وذلك لسبب ولاتي، ولا شيء سوى ذلك.
(١) الكلمة مهملة في السيرة، ولعلها كما أثبت.
(٢) في السيرة: ولن. ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) بياض في المخطوط.