مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الزيدي]

صفحة 376 - الجزء 1

  الدين، والحسبة لرب العالمين، ولن يتم لنا ذلك، ولا ننال العلو فيه في الدنيا والآخرة، إلا بالصبر على المحن والبلوى، وما أعظم⁣(⁣١) البلوى ما ابتلي بسبائبه من نستأنسه، ثم بسياسة⁣(⁣٢) هذا السر المنظور على اتباع الهوى ومفارقة ما فيه النجاة عنه، وقد ساقتنا الضرورات إلى الدخول معهم، والصبر على معاشرتهم، رعاياهم وسلاطينهم، ولم أتم بالحسبة حتى قد رضيت نفسي، فخبرت منها الطاقة⁣(⁣٣) بحمل الأمور، وحسن السياسة والتدبير، فأردت منك يا ابن عمي وشقيقي في نسبتي حيث ولّيتك أمري أن تستأمرني في جميع ما يقوم لك من الأمور، في معاشرة هؤلاء السلاطين، وإن عصيتك في ذلك بشيء احتملت وحملت وصبرت، فذلك سمت آبائك الطاهرين À أجمعين، لأنهم رؤساء هذه الأمة، وقوادها إلى كل ملمة⁣(⁣٤)، وهم إلى أتباعهم أميل، وعليهم اتباعنا أثقل، وقد⁣(⁣٥) جل الأمر عن العتاب، وأشرفنا من القطيعة على فناء يغضب رب الأرباب،


(١) في السيرة: ما وأعظم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: بساسية. ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: الطافة. ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) في السيرة: مظلمة. ولعل الصواب ما أثبت.

(٥) في السيرة: برفد. ولعل الصواب ما أثبت.