مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الزيدي]

صفحة 377 - الجزء 1

  واليمن قائما هو لأهله ولسنا نتنافس في ملكه، فيعوض بنا حي وسيدي رأيا يحملنا، وأمرا يجمعنا⁣(⁣١).

  واعلم أنه لم يتبعنا من اتبعنا⁣(⁣٢) بحوائج هي لهم، وذلك حسن سيرة منا، أو نائل لا يبعدهم عنا، فما كنا لهم كذلك استمتعوا بنا، وإذا حملناهم على غير ذلك نجلوا عنا، واستبدلوا بنا غيرنا، فانظر بنا الآن يا ابن عمي في أنفسنا، فإن نظرنا مصلحة تصلح بنا من سؤلنا.

  واعلم أنه لا يشفي بيننا إلا أنفسنا، ونحن السفراء بيننا لا غيرنا⁣(⁣٣)، والواجب علينا ذلك، وإياك أن نكون كالذين قال اللّه فيهم: {... أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ ٤٤}⁣[البقرة: ٤٤]، فلا جعلنا اللّه كأولئك ولا مثلنا بهم، إنه على كل شيء قدير وبكل شيء بصير.

  وقد كتبت يا سيدي تعدني من نفسك بأنني لو أمرتك بالخروج مما أنت فيه لخرجت، ولست لذلك بسائل⁣(⁣٤) بل مثلت وإليك مائل، وإنما سألتك ... (⁣٥) فإن حمدت عاقبته، وإن لم يتم زلت عنه لا منه، فامدد⁣(⁣٦) لي يدك،


(١) في السيرة: وأمراط تحملنا.

(٢) في السيرة: بين انتفعنا. ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: السقراء بين غير. ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) في السيرة: لسائل. ولعل الصواب ما أثبت.

(٥) بياض في المخطوط.

(٦) في السيرة: فامتدد. ولعل الصواب ما أثبت.