مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى جميع أهل الطاعة من أهل اليمن]

صفحة 380 - الجزء 1

  يا أهل اليمن [مثلنا] وإياكم، كمن سبقنا وسبقكم، من القرون الخالية، والأمم الفانية، وكل من أولئك أتتهم النذر، وبعثت فيهم الرسل، ونزلت عليهم الكتب، بما فيه رشدهم، والنجاة لهم، مع الإعذار والإنذار، والتكليف لما فيه وبه ابتلوا من الأعمال، فنبذ كل أولئك ما ألقي من ربه، ولم يؤمن أحد ممن ذكرنا برسله، ولا بما أنزل في كتبه، وكانوا كما أخبر اللّه عنهم فيما نزل على رسوله، إذ يقول: {وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ ٢٣. قالَ أَ وَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ} {قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ ٢٤}⁣[الزخرف: ٢٣ - ٢٤]، وقال سبحانه وتعالى: {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ١٤}⁣[ق: ١٤]، وقال لنبينا صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ ١٨٤}⁣[آل عمران: ١٨٤]، وقوله عز من قائل: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ ٥}⁣[غافر: ٥]، وأنتم كأولئك إذ سبيلهم في الجهل والتكذيب والتعطيل سبيلكم.

  ألا واعلموا يا أهل اليمن أننا وإياكم كأحد من ذكرنا من المكلفين، وقد أتاهم من اللّه الحق المبين، ولنا نبي وأمره فينا لن ينسى، [و] كتاب اللّه نزل عليه وهو لا [يزال] بأيدينا، فيه رشدنا وحكم ما اختلفنا فيه من حكم