مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى جميع أهل الطاعة من أهل اليمن]

صفحة 381 - الجزء 1

  بيننا، وهو حجة علينا، وإن كان لا ناظر فيه من أهل دهرنا، ولا عامل بما فيه من أهل زماننا، وكذلك قال نبينا صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «إنه سيأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه» وقال: «زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب خبث الحديد»، وهو زمانكم هذا يا كافة همدان، فإنه لم ينجب لا يعرف إلا علماؤكم حتى شهرت، ثم اتصلت بي كافتكم حتى كرهت، فعندها طلب نفسي من خافكم وخشي⁣(⁣١) ظهوري وهوركم، فلم آتي أن تحيرت إليكم بعد زمان كنتم تطلبون دوني فيه وأبعد منكم، فكان من إقبالكم علي ما لا تجهلون، وكنتم من يوم بيوم أضعف همتكم وأقل عزائمكم، حتى تناهت بكم الأحوال إلى الدهر والونا، فظهر لذلك كل معشر كان يخفي غشّه، وأبدى المكيدة من كان يسرّ المكيدة، واستنصركم أولئك عليّ إذ كاتبوا جميع بيوتاتكم بالمعاملة علي، وسوء القالة في، ولم يلقوا منكم كراهية لذلك، ولم يكن منكم استدعاء لمناصفة لمن بالمكروه قصد، بل أجاب جميع من كوتب منكم بأجوبة⁣(⁣٢) أدنت المكروه مني، ولستم من ذلك سالمين، ولا لمكروه ما ينوبني آمنين، ولا من ذمامته بخارجين.

  فالعجب كل العجب لمن لا يبين المبطل من المحق والعالم من الجاهل، ولا المصلح من المفسد، ولا المتبوع من التابع، إنكم إذا صرتم إلى هذه الحال فلا


(١) في السيرة: وحشي. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: بأجوابه. ولعل الصواب ما أثبت.