[كتابه إلى كافة ولد سعد بالحقل]
  بصيرة، فلما بايعتموني ووثقت بما عقدتم لي، سرت عنكم بنيّة المناصرة والمظافرة، فلم آتي أن جلبت إليكم العرب، فأتوا على كل صعب وذلول، ونلتم مرادكم ومكنت البلد الذي فيئكم(١)، فلم أقصره على نفسي، ولم أرسمها منه بدرهم فما فوقه، وصيّرته إلى قرابتي الذين أخرجوا منه والينا الذي كانوا فيه وهو مولى عنهم، وانصرفت كما دخلت تعففا وتكرما، وانتهى بي المخرج إلى ترج، ولم ألبث أن أتى محمد بن سليم الباقري بشكية سلطانكم لابن عمه، وذكر أنه خاف الرعية عنه، وسألني أن أقبض البلد من الجميع، فلم أرعو لذلك، وبنت حتى وصلني من كل بيت منكم فوصل من بني مالك باسان والمدلهم، ومن الأبقور يحيى بن علي، ومن البقرا عبد اللّه بن حميد، ومن يرسم أبو العشيرة بن أيوب، وأكدوا عليّ في المخرج معهم، وتولي البلد على من كنت تركته له، وأن أولّي عليه غيرهم، وذلك أنهم يزعمون أن صاحبهم إن انفرد بولاية ناكره في ذلك يوسف، وإن وليّ يوسف ناكره في ذلك عبد اللّه وأحلافه، وإن وليّا معا لم يستقيما، ووافتني(٢) العرب وطلبوني بذلك بيعتي لهم، وقالوا: نحب لك أن تطلعنا، فلم أبعد ذلك إلى إسعادهم بحال ما ذكروا، واللّه يشهد إني لكاره لارتجاع البلد بعد تسليمه، وغير راض بذلك، بل لائم لنفسي عليه، لكن لم أجد من مساعدة
(١) في السيرة: الذي فتيكم. ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) في السيرة: وافتنا. ولعل الصواب ما أثبت.