[كتابه إلى كافة ولد سعد بالحقل]
  الجماعة وأميرها بدا، مما(١) أراد الجماعة وقبضت البلد وتقلدت فتنته ومغارمه، وجعلت لذلك نصيفا من خراجه، وصرفت إليهم نصيفا، وجرت الأحوال بما لا تجهلون، وكانت من يوم فيوم تزداد قبحا، وأنا أراعي مرادكم حتى خراجكم(٢) الآن، فلم تجعلوه بيدي، ولم تسألوني فيه، ولم تشاوروني عليه، ولم يذروني أولا وما فعلت لأفعالكم هذه أجرا مما دخلا(٣) النار فلا إحساني أولا ثم ولا جعلتم الذي فعلتم إلي، فأعتاض به ما فوّتم عليّ، فأرى تسليم هذه البلد من القفاء لا من الوجه، فإلى اللّه أشكو ما أوليتموني وإلى أنفسكم، وقد تصورت حالي وحالكم، فإذا التزامكم بي لم يكن لرغبة فيّ، بل كان لإنجاع(٤) أحوالكم وكافة أهل بلدانكم، فلما أوجه لكم ذلك جعلتموني بظهر، كأن لم يجر بيني وبينكم معرفة أصلا.
  والوجه الثاني: أن يكون التزامكم لطمع يلوح بسيي، فلما صح لكم بعتموني به، فبئس العوض مني ما يزول ويفنى، ويوجب ذمامة الآخرة والدنيا، وقد كان ما أشرتم به علي عمارة الحصن فلم أكره ذلك لمساعدتكم، وسألت أهله الفسح في عمارته، ولم أكره(٥) أن أجيء مكرمة من مكارم
(١) في السيرة: بدويم ما. ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) في السيرة: جزا يجزا. ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) في الكلام خلل. سقط وتصحيف.
(٤) في السيرة: لاتجاع. مصحفة. ولعل الصواب ما أثبت.
(٥) في السيرة: ولما أكثره. ولعل الصواب ما أثبت.