مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى كافة ولد سعد بالحقل]

صفحة 386 - الجزء 1

  السلف قد أميتت، فنهضت في عمارته فلم أذر في شيء من مخاليفي⁣(⁣١) درهما إلا أنفقته فيه، بل أذنت عليه حتى صار إلى حد العمارة، وأنزلته بعض كرائم بني عمي هؤلاء، ولم أجعله لي من دونهم ودون أشياعهم، ثم بلغني أن الجماعة طلبوا للذمة عليه، ولم أقدّم بحمد للّه يدا توجب إخراج الحريم وهدم المنازل فيقبضنا ذلك، بل قد ولينا أولا ولو في حال فتنتنا فجعلنا عن منازلهم وبين ضرار إذا الحذيق منها، ولم نحمد أنفسنا بذلك لواجب ما جعلنا علينا ولزومه لنا، فإذا أراد بنو عمنا لأنفسهم ولنا حشمة فذروهم، وذلك فلن نعدوهم معرفة، ولن نصرف عنهم ذمامته، وقد كان لنا بالبلد اتصال ننال من لنا به ما يدفعون به بعض الوقت ويقضون منه الحاجة، ثم لا أشك أن ذلك قد خرج من أيديهم، وقد نخشى أن ينال من لنا بالناحية قبلكم مضرة، فليكن منكم لهم تفقد واطلاع فيما نابهم من حاجة أقوت، فابذلوا لنا في ذلك جاهكم فرضا يوفّى وما بعد ذلك إلا منكم برا وعطية من أموالكم، فوشيكا يصل من يحولهم عندكم إلى قوم آخرين، يبين أن ينكشفوا كانكشافكم، أو يرعوا حرمة صير لهم، فنشد بأولئك أيدينا ونعتاضهم منكم، وفي اللّه العوض من خلقه، ولا عتابنا في حال مخرجهم من البلدان يشيعوهم إلى مهابط العقاب، وقرأت عليكم السلام كثيرا طيبا، والحمد للّه وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم.


(١) في السيرة: مخالفي. ولعل الصواب ما أثبت.