[كتابه إلى العسكر]
  الملامة والاختلال، وتغير الأحوال، ولم يجر ذلك إلا بأسباب قرابتي، ومن قدمته على نفسي، أولهم ما كان على صعدة فقد علمتم مدخلي معهم في بدء أمري وصيانتي لهم، وحرصي إلى ما ودا إلى محبوبهم، فرددت عليهم بلدهم، وثقّفت أودهم، وأصلحت ما كان متشعثا من شملهم، فعدت على ترج بصلاح ما خلفته هنالك من الذرية، فلم أبلغ البلد حتى لحقتني رسلهم بالمناكرة بين الجميع منهم، والشكية من كل صاحبه، وعند ذلك لحقني وجوه خولان، وأقاموا عندي ولم يعذروني دون أن أنهض معهم، فأسعدتهم وألفاني من كان هنالك من بني عمي وقرابتي، وكان بيني وبينهم ما هو ظاهر مشتهر، ثم ظهرت منهم المحن، وجرت بأسبابهم الفتن، إلى أن أفسدوا نجران وكان ما عرفتم من جميع الأفنان، وكان آخر ما جرى بحضرتكم وتوسطكم بيني وبين يوسف بن يحيى ما أجريناه من الأيمان المؤكدة، والعهود المشددة، بعد أن أسعفت طلبته، وأجبت مسألته، فلم أخالفه في شيء مما طلبه، وكان عمله وعقده له ولكافة أهل بيته، وانصرفنا من هنالك إلى صعدة، وكدنا ما كان من ذلك بحضرة وجوه خولان ورضاء الجميع منا، لم يخرج من ذلك إلا المليح، فتقلده أخوه على طلبة طلبها له، فأجبته إلى ذلك، ومضيت إلى ترج سفري هذا الآخر لنقلة من علمتم من الذرية، فخرج إلى تهامة وأرسل إلى الأمير جعفر رعاه اللّه يسأله التوسط والضمان والمدخل بيننا، فأجبته إلى ذلك، ومضيت بذلك، كتبه أبو جعفر أحمد بن قيس الشاهد بذلك، والقوم يرومون أمورهم، ويعاملون قيس أصغر معهم إلى أن كان منهم ما قد بلغكم، فهذه أحوالي وأحوال القرابة.