[كتابه إلى العسكر]
  وأما الزيدي فوصلني وافدا من الحجاز على صورة قد علمها كافة الناس، فقدمته ورفعته وفوضته، ولم أجعل لنفسي، ولا لأحد من قرابتي كالذي جعلت له، فنال ما علمتم بسيي، وأخذ الناس باسمي، وغدر في ذمتي، ولم يحط قولي، ولم يرع عهدي، وفتن كافة السلاطين ومعهم خطوطي ومعاملتي، فأعطيت على ذلك ودفعت الوقت بالوقت، وأرسلت إليه الشريف الحسن بن طاهر الحسيني، ولطفت له الأحوال، وعرضت عليه كل جميل من المقال والفعال، فلم يلتفت من ذلك، وفرّق كتبه إلى كافة العشائر، يستدعيهم ويطمعهم، وكاتب إلى العيديين، وفرق الرقاع، والرسل بالمواعيد على أهل الطماع، وأرسل هلالا(١) فركز به في بيت بوس يستقضي ويضعف أمري ويدعوهم إلى نفسه دوني، وإلى الفساد علي، والخروج من جملتي، كتبه إلى العشائر بذلك معي، فتجاوزت جميع ذلك، وأعدت الحسيني سفيرا إليه، أتلومه وأشرط له كل شرط جميل، فأعاد إلى الدخول مع المليح والحلف له، وخشي إجماع خولان واعتذر بأنه أبدى إليه أولاد الإمام الجفاء، وأنه قطع عنه ما كان الإمام رسم له في صعدة.
(١) هو هلال بن يحيى العلوي، له ذكر كثير في تاريخ صنعاء لابن جرير.