[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  سريعا إلى ما دعاكما، وليس ذلك أول دعوة دعاكما إليها فأسرعتما، ورضيكما للمكروه فأوقعكما.
  وأما ما عرضت به من الشكية لولدي وأخدامه، فأنت تعلم - أطال اللّه بقاك - أن ولدي يوم ما(١) ذكرت لم يكونوا معاملين لك، ولا بالحالفين لك، ولا أنت لهم، إنما ذلك بيني وبينك، يحضر من علمت من مشيخة وادعة وغيرهم بأثافت، ومن حضرنا أيضا بصعدة من مشيخة خولان وغيرهم، وهذا الغدر الذي يفضح ولا يقبل إنما لو كنت مصيخا أو وقفت علينا حساب، ما أخذوا حتى يأمر بعزمه، فيعتب علينا بما لا معتبة فيه، وإنما العتب لنا عليك أولا وآخرا.
  أما أول ذلك فإني كاتبتك من الحجاز ابتدأ متعزّما مواصلا، فضرب رسولي ولم يقرأ كتبي حتى رددت إليّ إلى الجبل.
  وأما الثانية فإني وصلت إلى صعدة فلم يبق من العرب أحد فيما بين مكة والمدينة وأقصى اليمن إلا أولانا الجميل، ولقّيتنا أنت - أيدك اللّه - الشر والقبيح بعد أن نزلنا عليك منزل الضيف، وتجنّبنا من النزول على من كان لك حربا، كل ذلك تقربا إليك وصلة بك، فلم يزدك ذلك منا إلا بعدا.
  ثم سرنا في عساكرنا المنصورة، وكان ما علمت فلم نغرمك شيئا مما جرى، فجعلناك ومن صفا لنا ودّه من قرابتك سواء، وقد كان بيني وبينهم من الأرحام الشاملة من دون النسب الذي يجمعنا، والتجريد معي ما كان
(١) في السيرة: يوما. ولعل الصواب ما أثبت.