[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  يوجب لهم أن أصرفه إليهم جملة ما وليت من بلد خولان، ولأجعلك معهم فيه شريكا لسيئ ما قدمت، واللّه يجزي كل عبد بفعله، ويعطيه بعمله، ولم يفت بحمد اللّه إلا الشر موكل(١) فأنت مستدرك وأنا صابر إن شاء اللّه بحمد اللّه، وقويت العساكر المؤيدة المنصورة، وخالطونا بالعصبة الوفية المذكورة، الوافية بذمتها، الراعية لعهودها، مغرز خولان وساداتها، ولا ضرّ فيما عوفي اللّه من يضره، وعند ذلك إن شاء اللّه أولي بني عمي وأقرب القرابة إلى ما كنت قد أبعثهم عنه لمراعاة صلتك، ثم لم نجد فيك ما رجونا وإنها لمصيبة كبيرة نشكوها إلى اللّه تبارك وتعالى أن يكون أسن آل رسول اللّه لا يفي بعهد عاهد عليه، وعند هذه المصيبة نقول: إنا للّه وإنا إليه راجعون.
  ومما يدفع به كيدك فيما أخذ من هذا المجلس ما شارطناك عليه من أنه إذا أشرف على البلد حال يخشى، صرفنا فيه جميع خراج البلد، فلم يكن في الحال أكبر من مركز ثبت علينا كان آخره ما ترى، فخلف هذا المعنى وتعلق بمتعلق يلزمنا، ولم تجد(٢) ذلك بحمد اللّه أبدا أنت ولا غيرك فينا.
  وكيف يكون ذلك، وقد هذبنا أنفسنا وأصلناها على الصحة والوفاء، واقتدينا مع ذلك بآثار السلف وبالآباء؟ ولسنا إلا كما قال عمنا محمد بن إبراهيم #: إنه لا ينتفع بالعلوي حتى تنبت عانته بالحجاز، وأنت يا
(١) كذا.
(٢) في السيرة: نجد. ولعل الصواب ما أثبت.