مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]

صفحة 394 - الجزء 1

  وأما قوله: إني وجدت الأشراف مفترقين فضربت لهم شبكة خداع خوف الاجتماع حتى وجدت فضلا قد دخل فيه، فيا سبحان الله وهل ذلك لي شبيه، أجل لو كان ذلك لاغتنمت الفرصة وشددت يدي بما فتحت بسيفي، مما وجدتكم مخرجين منه، فلم آل جهدا في تمكين الداخل وإدخال الخارج، وكسرت شوكة من قد أباح الذمة، وهتك الحرمة، وسب الأئمة⁣(⁣١)، ثم عمدت من بعد ذلك إلى ما فتح بي من البلاد عنوة كبلاد بكيل ووادعة ونجران، فجعلتها في أيدي أهل بيتك فوليتهم ما توليت من ذلك، وخرجت من اليمن كما دخلته حتى عدت إلى أرض خثعم أريد المحل هنالك متخليا من اليمن لا أريد له عودة إلا لناجم يوجب مرجعي.

  فلم ألبث إلا يسيرا حتى ورد علي كتاب الأمير عبد اللّه بن محمد يذكر فيه جور أصحابه بيرسم⁣(⁣٢) ومنعهم عن الممسى⁣(⁣٣) في مدينة صعدة، وخوف أصحابه بني سعد، ومنعك لتجار البلد أن يدخلوا منزله، وتسألني مع ذلك قبض البلد، إذ لاحظ له فيما جعلت له فيها.

  ولم ألبث بعد رسوله أن وصل أشياخ بني سعد باسان، والمدلهم، ويحيى بن علي، وعبد اللّه بن حميد، وأبو العشيرة بن أيوب، فشكوا كالذي شكا


(١) في السيرة: وسبب اللمة. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: برسم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) الممسى يعني: المساء.