[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  أميرهم، وأكدوا(١) علي في التخريج معهم، ففعلت ذلك ووصلت، فعزلتكما بما عاينت فيه صاحبك، وكان الواجب أن يكون العزل لك والولاية له لحيفك(٢) عليه، لكن تكرهت العرب ذلك فتولينا إلى ذا(٣) والمغرم، وجعلنا لكما ما لم يكونا بنا لأكثر منه، ولم ينسني عن أمر الربيعة بالفساد، وغرهم فلم يدركنا والحمد للّه في ذلك مضرة، ولم نجازك عن ذلك بمكروه نالك منه معرة ... (٤) ما نالنا من سببك، ونالك من تعطّفنا عليك لما أحطنا بذلك، وأمورنا بادية ينظرها الخاص والعام، ومن ذكر غير ما يعرف الناس منها جشّم نفسه وأزرى(٥) بها.
  وأما قولك: إني أعطيت من نفسي العهود بأن لا أزيح إماما تحق إمامته، ولا أميرا عن إمارته، ولا رئيسا عن رئاسته، وإن همدان شهود بذلك، فلا قبلت ذلك حتى يتم لك الشريط، وتطلب الوفاء بيد قدمتها، ولقد نعلم إنك كنت من أكره الناس بالمقام، فلما وليت لم أنزعك من شيء لا مما تنجحد(٦)، ألفيتك فلم تجحد من هذا ما لا يحسن ممن يحل من الشرف والمنزلة
(١) في السيرة: وأكلوا. ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) في السيرة: لحفتك. ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) كذا.
(٤) بياض في المخطوط.
(٥) في السيرة: ولو دار بها. ولعل الصواب ما أثبت.
(٦) كذا.