[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  عليهم، حتى أن عالمهم لمفتون في علمه، وجاهلهم مكتف بجهله، وإلى اللّه المشتكى في ذلك.
  فكيف أصحلك اللّه تظهر بسنة أو تمحوا بدعة من الأعوان له عليها، ولا مؤازر له في إقامتها إذا كنت أنت، وأنت الذي نصبت نفسك لا على منزلة صد لمن نصب نفسه لذلك، فمن الذي يرجى للقيام كما ذكرت؟! وعسى ولعله أن يختار اللّه لدينه فيؤيد من اختار للقيام.
  وأما ما ذكرت من نحو هنالك بهدم المنزل، فهل أنال بمخوّف لك بذلك؟! إن ذلك من وغد لا يعبأ بكلامه، فواجب عليك أن لا تذكر، ذلك قول من لا يلزمه القول، ولا يقدر على فعل ما يقول، وإن كان ذلك القول مضافا إليّ فذاك مني بعيد، وإنما يقرب مني ويكون فعلي صيانة المنزل فقر فيه، وقد فعلت ذلك في جميع الأوقات التي توليت فيها البلد واستوليت عليه، ولا أقول ذلك منّة ولا استحباب مكافأة، بل أقول ذلك تعريفا بنيتي وما تدعوني إليه همتي، وما يلزمني في ذمتي ومروءتي، بل أعوذ باللّه من فعل يبقى عاره، ولا يؤمن ناره، فعد يا سيدي عن هذا القول ولا تجده لك ببال، فإنه مما لا أفعل أبدا بك، ولا يخبر به عني أحد.
  وأما ما ذكرت من فعل ابن أبي الفتوح وأني أمرت به من قلعه من منزله، فيكذب من عرفك من ذلك بالمحال، ليس الأمر وحق اللّه وحق ملائكته ورسله كما بلّغت، ولا كما ذكر لك، وباللّه ما زلت فيه غضبانا إلى هذه