مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]

صفحة 404 - الجزء 1

  لم أعدم ذلك، ولكن أبى اللّه أن أقول ما لم أحط⁣(⁣١) به علما، وما ستسأل عنه جوارحي عند أمور تمنع اللسان من القول، ويحال بينه وبين المنطق فلا يستطيع قولا، ولقد أرى عنك من نشر القبيح فيك إذا لم يدع عليّ، وأقول كما قال الشاعر:

  ومن يتبع جاهدا كل عثرة ... يجدها ولا يسلم له الدهر

  وأنت يا ابن عمي فقد شطّ لسانك في حكايات ما بلغتك إلا من خصوم، فلمتني فيها وعذلتني بها، بغير ما بيّنة صحت لك ولا دليل دلّك، فاستغفر اللّه من ذلك تسلم من الآثام فيما بينك وبينه، فأما ما بيني وبينك فأنت منه بحل فيما لم تصب مقصدك، ولا تغفرني في شيء مما نسبت إليّ، فإني إلى رحمة اللّه بيقين مضطر، بل أعوذ باللّه وبه ألوذ أن أكون كسبي مما ذكرت يا ابن عمي، أليس وحذرك وبني عمك فتنة، فهل ظاهرتهم عليك، أو صرت في خير من دهر دونك أوليتهم عليك، أو جعلت لهم أبره عليك، وقد فعلت ذلك منهم، ألا وإن فعلت يوما كفعلك هذا فلا يتبعني لائمة، فلم يعد الآن بيننا معاملة ولا حال يتعلق به بعضنا على بعض، الذي كان بيننا قد أعذرت عنه، لما فعلت هذه المعورة لزمني فعلهم أو لم يلزمني، وقد تصرم ما كنا نتعامل عليه، وصارت الجملة بأيديكم، فهل تصرم من المقول ما يفيد تأييدك القبيح، ويوجب بيننا القطيعة، فلولا أن ينسب إليّ استخفافا بكتابك وردّ


(١) في السيرة: أحضى. ولعل الصواب ما أثبت.