مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى همدان]

صفحة 407 - الجزء 1

  منافعهم، وأنا اعتمدنا على الخفض والرقاد، وأنه طاب لنا وأضعنا العباد وتركنا الجهاد، وعد كلا منهم برزقه، وأطمعهم⁣(⁣١) بما ليس في يده، لا يوجد في ملكه، رغبة في فسادهم، وحرصا على عنادهم، ومحبة للتفريق بيني وبينهم، كذلك كانت مغزى همدان، ودخل عليهم من باب لم يكن له دخل عليهم إلا منه، فأصغوا لقوله إن كان الكل منهم غيرتهم لفعله وظنوا أن قد صدق، ولم يعرفوا كيد ما نطق، إذ كان مما خاطبهم به: أننا خالفنا أمر اللّه وحكمه في موالاة الظالمين والفاسقين، وإنما يوالي الفاسق من كان فاسقا، ولسنا بحمد اللّه كذلك، يعرفنا بالصحة في أداتنا كل من عاشرنا، مع احتجاجه بآي من الكتاب لما يجوز على الجاهلين، وإيهامه أنه القائم بالحق والمجاهد دون من كان بالأمس يدعو إليه، حتى لقد بلغنا وصح أن كلا منكم بل كافة همدان قد أطلق فينا القول وسمّج فعلنا، وحسّن قول هذا المتعدّي علينا الناكث لعهدنا، والقائل بغير الحق فينا، الكافر لما ناله من جميلنا.

  ولسنا الآن ولا إياه بمعدومين ولا أموات فيختلف القالة فينا، ولا سوا ما فضل إليه به الفاضل منا فنسيه، فيكون شبهة توجب الافتراق بيننا، إنكم يا كافة همدان اختلفتم إلي أربعة وعشرين سنة⁣(⁣٢) بيننا بنى علماؤكم ومستفيدين المعرفة جهالكم، والزيدي وغيره بمن نعرفه عنده بمعزل من هذا الأمر، لا يعرف فنونا ولا يعلم، فلسنا وأكثر آل الرسول إذ ذلك سبيلهم سبيله، فما


(١) في السيرة: وأطعمهم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: التي أربعة وعيرين لشبه. ولعل الصواب ما أثبت.