مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى قبيلة وادعة وبكيل]

صفحة 415 - الجزء 1

  فأسرهم⁣(⁣١) أسرا عنها وصيرهم في أمر⁣(⁣٢) أعدائهم بني شهاب، ليحبسوا في قلاعهم، وإن كان لا عدوّ أعدى منه، ولقد فعل فينا كفعل بني أمية وبني العباس في سلفنا، وساعده على ذلك كمن ساعدهم من أهل زمانهم، فإلى اللّه وإليكم نشكو عشائركم، إذ قد نالنا بأيديهم المكروه على حين لا ناصر لنا منكم ولا مقدرة لنا على المسير من أرضكم، ولا جدة لنا نتكفف به عن الحاجة عنكم.

  وبعد: فإنه لا مرتد لنا بعد اللّه إلا إليكم، ولا مستقر لنا إلا فيكم، فليفسح كل أهل بيت منكم لمنزل من منازله لذرية من ذرية رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم تحت أيدينا ينزل عليهم، فقد وقعت الحاجة إلى ذلك، وأوجبته المحنة والنفاعة، ولن يمتحن اللّه إلا الصالحين، ونقول عندها من محن⁣(⁣٣): إنا للّه وإنا إليه راجعون، رضى قضى، وتسليما لما أمضى، ونحن نعيذ⁣(⁣٤) ما يكون لقايتكم لذرية نبيكم تسير في قبائل العرب وتطلب⁣(⁣٥) النصرة منهم، فكفى باللّه ناصرا على القوم الظالمين، والمنازل التي ننزلها


(١) في السيرة: لهم له فأسرهم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: أمير. ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: نحن. ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) كذا.

(٥) في السيرة: ونطلب. ولعل الصواب ما أثبت.