كتاب ذم الأهواء والوهوم
  تظاهرت عليه قريش وأرادوا قتله، أجمعوا أن يخرج من كل قبيل رجل فيخطفوه بأسيافهم، ليبطل دمه ويرضى بنو عبد المطلب بالدية، فأذن اللّه جل ثناؤه لنبيه صلى اللّه عليه وآله بالهجرة، فاكتنّ في غار، مخفيا لشخصه، كاتما لأمره، مكنّا لدعوته، فوسعته بذلك التقية، حتى بانت دار هجرته، فأيده اللّه ø بأقوام من المسلمين أظهر بهم الحق، فجاهد بهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ﷺ ورحم وكرم، وجزاه خير جزاء المرسلين.
  وإن رسول اللّه # أمر بطاعة أبي(١) | أصحابه في مقاوم كثيرة، بمقالات شتى، منها:
  «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
  وقوله: «لتنتهن بابني وليعة أو لأبعثن عليكم رجلا كنفسي يغشاكم بالسيف».
  وقوله: «خذوا بحجزة هذا الصديق الأنزع، فإنه لن يدخلكم في باب ضلالة، ولن يخرجكم من باب هدى».
  وقوله # من منصرفه من حجة الوداع بغدير خم من الحجفة، وقد أمر فنودي في الناس بالصلاة جامعة، فخرج وأخرج عليا معه فقام به تحت سمرات قد قمّ شوكهن، ثم قال: «أيها الناس من مولاكم؟ قالوا: اللّه
(١) يقصد: عليا #.