مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب ذم الأهواء والوهوم

صفحة 419 - الجزء 1

  ورسوله. ثم عاد فأعادوا، حتى أشهد عليهم ثلاث مرات، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعادي من عاداه».

  مع مقالات كثيرة تدل على فضله، وتوجب طاعته، قد علمها الخواص، وانتشرت في العوام، فلما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه شغل أبي بما كان ينبغي له أن يشغل به من جهازه، وخالفت الأنصار إلى سعد بن عبادة، فجعلوا يرتجزون حوله ارتجاز الجاهلية، يريدون أن يقيموه مقام رسول اللّه صلى اللّه عليه، فبلغ ذلك المهاجرين فجلسوا في سقيفة بني ساعدة، فجعلوا يتحدثون عن حقهم، ويتنازعون أمرهم، حتى أجمع رأيهم أن الخلافة في قريش، والإمارة في الأنصار، فمد عمر يده إلى أبي بكر فبايعه، فأجفلوا عليه إجفال النّعم، ثم أمّوا مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه فجعلوا يدعون الناس إلى بيعتهم، ويكرهون من أبى عليهم، حتى استتب لهم أكثر أمرهم، وبعث إلى علي # ليدخل فيما دخل فيه الناس، فلم يخرج إليهم، فلما رأوا ذلك عمدوا إلى حزم الحطب فجمعوها حول بيته وحلفوا باللّه ليحرقن البيت إن لم يخرج إليهم، وأيم اللّه حتى اشتعلت النار بالحطب، وسطع الدخان، فخرج إليهم فناشدهم اللّه في حقه، وخوّفهم عواقب ظلمه، وأخبرهم بما أمرهم به رسول اللّه صلى اللّه عليه، فلم يقبلوا ذلك منه وتهددوه بالقتل، فأمسك فوسعته التقية، فدخل في التقية التي دخل فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه، فلما فعل عثمان ما علمتم، فعل به ما ما رأيتم، ثم مالوا إلى أبي رضوان اللّه عليه، فقالوا: قد كنت تدعونا إلى كتاب اللّه، وسنة نبيه صلى اللّه عليه، ونحن ندعوك أن تقوم بأمرنا فهلمّ فبايعنا، فقبل