مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[آخر كتاب له إلى الناس بعد خذلانهم له]

صفحة 421 - الجزء 1

[آخر كتاب له إلى الناس بعد خذلانهم له]

   الحمد للّه لجزيل نعمه علينا، وترادف آلائه لدينا، أحمده حمد مقر بألوهيته، معترف بربوبيته، شاهدا له بالوحدانية، والقدم والأزلية، وأنه العدل في جميع أفعاله، والصادق في كل مقاله⁣(⁣١)، والبريء من أفعال العباد، والمتعالي عن القضاء بالفساد، والموصوف بأكرم الصفات، والمستدل عليه بأبهر الدلالات، وأشهد أن لا إله إلا اللّه شهادة لا تعارضها الشكوك، ولا يحملها الاعتقاد المأفوك، وأشهد أن محمدا عبده الأمين، ورسوله على الخلق أجمعين، وأنه قد أدّى الرسالة، وأبلغ في الحجة، وأوضح على اللّه الدلالة، وأن أولى الناس بعده أخوه الذي اختاره أخا في حياته، واستخلفه بعد وفاته، علي بن أبي طالب ~، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، والقائم بأمر رب العالمين، وأن ولديه السبطين، الحسن والحسين، ابني رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم وذريته، وموضع خيرة اللّه وعترته، وأن الإمامة في ذريتهما المنتخبين، وعقبهما الصادقين، الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

  وبعد: يا كافة المسلمين، ومن هو من أهل النحلة والدين، فإنا نشكو إلى اللّه وإليكم أنفسكم، وطول غفلتكم، وما قد أضعتم من فرض عظيم


(١) في السيرة: مقالته. ولعل الصواب ما أثبت.