[آخر كتاب له إلى الناس بعد خذلانهم له]
  عند اللّه قدره، وجليل أمره، وثقيل عليكم وزره، فاتقوا اللّه وأفيقوا من غفلتكم، وانتبهوا من نومتكم، قبل أن تحل بكم الندامة، وتبعد منكم السلامة، واذكروا ما دعاكم اللّه إليه في محكم كتابه، حيث يقول جل وعلا:
  {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ}[المائدة: ٢]، ويقول ø: {وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ}[الأنفال: ١]، ويقول:
  {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، ويقول تبارك وتعالى: {... إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ ...}[التوبة: ١١١] الآية.
  فندبكم اللّه للنجاة والكرامة، ودلكم على الخير والسلامة، فنكثتم مختارين، وملتم إلى هوى أنفسكم مسارعين، فأصبحتم لخالقكم مسخطين، ومرضين لأعدائه الجبارين، فهل منكم منتبه(١) من غفلته، أو متيقظ من نومته، أو مستقيل من زلته، أو نادم من خطيئته، قبل أن يهجم عليه ما وعد اللّه به، قال اللّه ø: {أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً
(١) في السيرة: منته. والصواب ما أثبت.