مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[آخر كتاب له إلى الناس بعد خذلانهم له]

صفحة 423 - الجزء 1

  وَهُمْ نائِمُونَ ٩٧ أَ وَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ٩٨}⁣[الأعراف: ٩٧ - ٩٨].

  تعلمون - أرشدنا اللّه وإياكم، ونجانا من مضلات الفتن ونجاكم - أنكم دخلتم معنا في بدء أمرنا فحمدنا مدخلكم، وأرضى اللّه ø فعلكم، وأرغم جميع الشياطين طاعتكم، ثم فسحتم أنفسكم عنا، أفمللتم طاعة رب العالمين؟! أذممتم ما دخلتم فيه من الهدى المبين؟! فأصبحتم ببيعتكم ناكثين! وعن المنهج المستقيم ناكصين! وليس ذلك بضار لنا، ولا ناقض عند اللّه لدعوتنا، قال اللّه ø: {أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ٩٢}⁣[المائدة: ٩٢]، ولولا ما أوجب اللّه علينا من التذكرة لما ذكّرناكم، وما وعد في الموعظة من الثواب لما أوعظناكم، فرجونا عن ذلك رجعتكم، وتذكرة من هو من المؤمنين بينكم.

  واغتنموا قبولنا لكم ما كنا موجودين، وما كنتم لذلك مستطيعين، فإن فعلكم قد وهّن الإسلام، وأعز دعوة الطغام، وأكبّكم موبق الآثام، فانظرا ما ذا تفعلون، وبما ذا عند اللّه تعتذرون، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}⁣[الشعراء: ٢٢٧]، والحمد للّه كثيرا والحمد للّه رب العالمين، والسلام على عباد اللّه وأوليائه الصالحين، وصلى اللّه على محمد خاتم النبيين وآله الطيبين.