وصية الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن عبد الله العياني
  أحد ممن ذكرت يصل إليكم في مواضعكم من قليل أو كثير فاقبلوه، فإني سمعت في الحديث عن النبي ÷ أنه قال: «من أتته هدية لم يطلبها فردها على مهديها فإنما يردها على اللّه تعالى». وعن [ه] ÷ أنه قال: «لو أهدي إلى كراع لقبلته». وليس سؤال شيعتنا وأهل موافقتنا في الدين بمسألة، ولا يجوز ذلك لغير ضرورة تعدم فيها الميتة، لأن اللّه سبحانه مدح من عفّ عن المسألة، فقال عز من قائل: {يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً}[البقرة: ٢٧٣].
  واعلموا يا بني أن أمور الدنيا لا تسهل إلا على من أطاع اللّه واعتمد عليه، ولا تعسر إلا على من نسي اللّه وأعرض عنه، واللّه يقول عز من قائل:
  {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ...}[طه: ١٢٤] الآية. فإذا اعتمدتم على اللّه سبحانه سهلت عليكم معايشكم.
  وإياكم أن يقول منكم قائل: أنا ابن فلان، ولي باسمه مكتسب، فيخونكم الظن، فقد رام ذلك قوم فلم يتم لهم، وعلقوه أنفسهم فشغلهم، ونظروا من بعد عين الرغبة بعين زهد، فعادوا كأن لم يناطوا بمن توسلوا به.
  واعلموا يا بني أن العباد مختبر بعضهم ببعض، فمن صبر على المكاره، فاز بالظفر، ونال الحظ الأوفر، فعليكم بالصبر للقريب والبعيد، والعدو والصديق، فإن لكم في ذلك من الحظ أكثر مما يكون ممن تصبرون عنه، واللّه