مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

وصية الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن عبد الله العياني

صفحة 430 - الجزء 1

  وأنت لا تعرفه، وخبى سخطه في أنواع المعاصي، فإذا أتيت معصية فلا تحقرها، فلعل فيها سخط اللّه وأنت لا تعرفه».

  وإياكم وإيئاس الناس من رحمة اللّه سبحان وتعالى، أو الترخيص لهم في معاصي اللّه تعالى، فإنا روينا في ذلك عن أمير المؤمنين # أنه قال: «ألا أدلكم على الفقيه كل الفقيه، قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: من لا يؤيس الناس من رحمة اللّه سبحانه، ولا يرخص لهم في معاصي اللّه تعالى».

  ولم أعلم يا بني حالا يكون فيه عاقبة صالحة إلا ذكرته لكم، ولا حالا لكم فيه [عاقبة سيئة]⁣(⁣١) إلا حذرتكم منه، فعليكم بالحفظ لكل ما رغّبتكم فيه والاعتوان عليه، فإن اللّه يقول، وقوله الحق: {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ ...}⁣[المائدة: ٢] ... . إلى قوله #: فاللّه اللّه في الاعتوان على ما يرضى اللّه الاعتوان عليه، فإنها وصية اللّه لصالحي عباده، ووصية الصالحين لذراريهم ... إلى آخر ما ذكر مما يخصه #.


(١) فراغ في المخطوط. وما أثبت اجتهاد.