وصية ثانية
  عنهما، أو عن أحدهما، أو جعل للذرية ... (١) بعد أن عرّفه اللّه بمن به يقتدي، قال اللّه تبارك وتعالى: {أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٥}[يونس: ٣٥].
  وقد جر هذه كل عالم من الأمة إلى نفسه، والحق لمن شهد له محكم الكتاب، كتاب ربه، وإجماع أمة نبيه ÷.
  وأشهد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أولى الأمة بمقام رسول اللّه ÷ لسبقه إليه، ولإبلائه بين يديه، ولعلمه بجميع ما نزل عليه، مع قرابة النسب، والخلوص من الشرك والكذب، ولنقائه من الأدناس، أشار بالخلافة إليه الرسول، واختصه بنكاح البتول، سيدة نساء العالمين، أم السبطين الحسن والحسين، أبوي ذرية الرسول ÷، وابني خير عباد اللّه، طابا لطيب من ولدهما، وطاب من ذريتهما من اقتدى بهما، وخاب من أضاع حظه منهما.
  وبعد: فإن القاسم بن علي يشهد اللّه بأنه قد أوصى بنيه بما أوصى به إبراهيم ويعقوب بنيه: {يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٣٢}[البقرة: ١٣٢]، فبتقوى اللّه وعبادته أوصى النبيون أولادهم، وأنا أوصيكم يا بني بمثل ذلك، فاحفظوا وصيتي، ومن صلح منكم للصلاح وعزم عليه، فليقبل على قراءة كتاب اللّه وتأويله، ومن قرأه فليقرأه بنية صادقة، ولا يقرأه هذا، ولا يمر به صفحا، فإن ذلك غير نافع، وليرتّل
(١) فراغ في المخطوط.