مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

وصية ثانية

صفحة 435 - الجزء 1

  من الخساسة، أو أن يتخذ [حرفة]⁣(⁣١) يذهب أنف الأنيف، وتضع مقدار الشريف، وتخلق حسب ذي الحسب الحصيف، ومن عرف بها لم ينسب إلى معرفة، وكثر شانوه⁣(⁣٢) وبدأ ضغن [حاسديه]⁣(⁣٣)، كما ذكر اللّه سبحانه لنبيه ÷: {إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ ٣٧}⁣[محمد: ٣٧]، وهذه الأشياء كلها وما جانسها مما لم نذكر تذهب الأفعال الصالحة، وتضع مقدار ذي المعرفة، حتى لا ينسب إليه حكمة.

  ومما يوصيكم به أبوكم صيانة حريمكم بالحجاب، فقد بلغنا عن سلفنا أنهم كانوا يحجبون النساء حتى من ذي محارمهن من القرابة، ومما ملكت إيمانهن من عبيدهن، ولقد بلغنا أنهم كانوا يحجبون الإماء، فلا يخدمن إلا في منازل أهلهن، فاللّه اللّه في الحجاب وصيانة النساء، فإن عاقبة ذلك تحمد في الآخرة والدنيا.

  ويجب أيضا أن يصان من ضعف من الأطفال عن مخالطة الرجال المماليك منهم والأحرار، ولا يخلو من الزجر عند عورات الكلام، وإلهام فصيح القول وصيته⁣(⁣٤)، وليعلّموا القرءان والكتابة والقراءة وأنواع الأدب، فإن كل قوم


(١) فراغ في المخطوط. وما أثبت اجتهاد.

(٢) شانوه: جمع شانئ.

(٣) فراغ في المخطوط. وما أثبت اجتهاد.

(٤) كذا في المخطوط.