مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

وصية ثانية

صفحة 436 - الجزء 1

  عدمت الكتابة والقراءة صاروا كجفاة الأعراب، أو كعجم الدواب، فاللّه اللّه علموا أولادكم وأقاربكم، واتّجروا⁣(⁣١) بالتعليم على ذوي الحاجة من مواليكم وأجواركم، فإنا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون.

  وآخر وصيتي لكم يا بني كأولها، فعليكم بتقوى اللّه وصلة أرحامكم، وإعظام من وهبه اللّه علما منكم، واتباع من قام داعيا إلى اللّه من ولد جديكم الحسن والحسين.

  فذلك اعتقادي، عليه أحيا وعليه أموات، ومن أراد برّى بعد وفاتي، فليجعل ما يبرني به لأحوج قرابتي إلى ذلك، ولا تذروني من بركم كل إنسان بقدر جدته وما يمكنه، ومن أراد أن يبرني بعتيق يعتقه عني فلا يعتق إلا زكيا صالحا، أمة كان ذلك أو عبدا، ولا يعتق عني طفلا تلحقه الحاجة.

  وأوصيكم برجعة الحجاز إلا أن تخشوا أن يلحقكم من القرابة كالذي لحقني، ولن تزال ذريتي مطلوبة يطلبها ملوك الدنيا كما طلبوني، خشية أن يكون منهم قائم بحق، فإن لم يخشوا مكروها فعودوا الحجاز، وإن خشيتم به كالذي خشيت فاجعلوا محلكم بترح، حتى يصح لكم مرجع الحجاز، ولا تجعلوا اليمن لكم مخلافا، فإني وجدته غير موافق للشريف ولا يصلح له، واللّه المصلح لمن أطاعه.


(١) كذا في المخطوط.