وصيته إلى ولده جعفر
  قدرت على حبسه فلا تضربه بسوطك، ومن كفاه الكلام منك فلا تلقه في حبسك، ثم عليك بترك الانبساط وإكثار القول.
  ردّ تحية من حياك، وأجب من خاطبك عن خطابه بأصول القول ثم أمسك، فإنك تعذر بعد الامتثال على ما تشاء من القول، ولست تقدر على رد ما تندم على قوله من الكلام.
  واعلم أن المروءة التي تناهى إليها الصفة والعفة التي ليس مثلها عفة، الزهد في حطام الدنيا، وقلة الشّره إلى ما في أيدي الناس، عفّ عما تدعوك نفسك إليه، ووفّر مال من عرض عليك ماله، وربما أعطى الإنسان عطية ليختبر فيها مكنونه، ويعرف بها همته.
  فإياك ثم إياك أن تقبل من أحد هدية، ولا تقتضه حاجة، وتغنّ بما قسم اللّه لك، وأنا زعيمك بقضاء حاجتك، وجلالة قدرك، إذا أديت ما فرض اللّه عليك، وجعلت حاجتك إليه، والسلام وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما.