مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

كتاب التنبيه والدلائل

صفحة 57 - الجزء 1

  بالأعوان لما قعدت ساعة. وروى عن أبيه يحيى بن الحسين ¥ أنه كان يقول: لو استدبرت من أمري ما استقبلته بعد لما قمت في زماني هذا.

  وأما أحمد رحمة اللّه عليه فقام واجتهد في قيامه، ونال مع ذلك من الدنيا طرفا مما كان محمد يتورع عنه، وكان الذي نال حلالا مما لم يحجزه اللّه عليه، فلما نال ذلك أنكره نفر من الشيعة، وأظهروا عليه فيه الشنعة.

  قال الحسن بن عبد اللّه: فلما بلغه ذلك كتب كتابا أبان فيه عذره، واحتج فيه على من أنكر فعله، بحجج قطع فيها كل من اتهمه. وذكر لي عبد اللّه بن الحسن أن نسخة ذلك الكتاب عنده، ولا أشك أيضا أنه موجود عند ولد أحمد بن يحيى رحمة اللّه عليهما.

  وروى لي عمي إسحاق بن القاسم مثل ما روى لي عبد اللّه بن الحسن، وهذا ما رويت عنهما واللّه أعلم بحقيقة أمرهما، وأولى بثوابهما.

  وبعد: يا إخواننا وشيعتنا من العرب والعجم أجمعين، فقد ألفيتكم في هذين الرجلين مختلفين، وفي أبيهما وعمه من قبلهما، حتى لقد أشفقت أن تبوءوا بآثامهم ويفوزوا بثوابكم، فلو ناظرتم أنفسكم مناظرة المنصف لخصمه! فتقولوا أقوالا ستة لوجدتم رشدكم في أحدهن، ولبان لكم في تصرفهن الخطأ فاجتنبتموه، أو لبان لكم الصواب فاتبعتموه. وذلك أن تقولوا: هؤلاء أئمة يتبعون.

  أو تقولوا: الإمامة لمن قام، ولا إمامة لمن قعد.

  أو تقولوا: هي للفاضل دون المفضول.