مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[تفسير سورة المنافقون]

صفحة 146 - الجزء 1

  تسمى الخطاطيف، ويروى أن الحجارة التي رموا بها كانت من الصغر على غاية، فكان الحجر منها تقع على رأس الإنسان فلا يبرح ينحدر، أو تقع في جوفه فتحرقه حتى لا تبقي في جوفه شيئا من أمعائه ولا غيرها، فهذا ما روي من حديث هذه السورة، واللّه اعلم بحقيقة ذلك.

[تفسير سورة المنافقون]

  و [سألت] عن سورة المنافقين إلى آخرها.

  

  قال اللّه جل اسمه مخبرا لنبيه ÷ تسليما: {إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ١}. معنى ذلك {جاءَكَ} فهو: أتاك.

  ومعنى المنافقين فهو: اسم سمى اللّه به الذين يقولون ما لا يفعلون، ويظهرون غير ما يسرون. ومعنى {نَشْهَدُ} فهو: نقر ونوقن. ومعنى {وَاللَّهُ يَشْهَدُ} فهو: واللّه يعلم أن المنافقين لكاذبون. ومعنى الكاذبين فهم: المبطلون.

  فأخبر اللّه من مكرهم بما كانوا يكتمون، ثم قال سبحانه: {اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ٢}. معنى {أَيْمانَهُمْ} فهو: حلفهم وإقسامهم. ومعنى {جُنَّةً} فهو: وقاية يدرءون بها عن أنفسهم. ومعنى {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فهو: أعرضوا عن سبيل اللّه.

  ومعنى {ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ٢} فهو: قبح ما كانوا يفعلون.