مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[تفسير سورة المنافقون]

صفحة 147 - الجزء 1

  ثم قال سبحانه: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ٣}. معنى {بِأَنَّهُمْ} فهو: لأنهم. ومعنى {آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} فهو: إخبار من اللّه سبحانه بإقرارهم ثم جحدهم. ومعنى {فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ} فهو: ختم على قلوبهم، وذلك عقوبة من اللّه بعد كفرهم. ومعنى {لا يَفْقَهُونَ ٣} فهو: أنهم بعد الطبع لا يفقهون ولا يعون إلا ما يوجب عليهم حجة رب العالمين.

  ثم قال سبحانه: {... وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤}. ومعنى {... وَإِذا رَأَيْتَهُمْ} فهو:

  وإذا أبصرتهم. ومعنى {تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ} فهو: تستحسن أبدانهم. ومعنى {وَإِنْ يَقُولُوا} فهو: وإن ينطقوا تسمع لما نطقوا به، فيعجبك كما أعجبتك أبدانهم، وتستحسنه منهم. ومعنى {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} فهو: صفة وصفهم اللّه بها، وشبههم بالجماد الذي لا معقول فيه، وهو من الهيئة والجلد على ما هو عليه. ومعنى {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} فهو: يظنون. ومعنى {صَيْحَةٍ} فهو: حركات العساكر، والالحاح من الأصوات بالبواتر. ومعنى {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} فهو: إخبار من اللّه لنبيه بما أسروا من عداوته،