مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[تفسير سورة المنافقون]

صفحة 148 - الجزء 1

  وكتموه من بغضه، فحذره ما يطلبون من غرته. ومعنى {قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤} فهو: لعنهم اللّه وأهلكهم كيف يعرضون.

  ثم قال سبحانه: {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ٥}. معنى {إِذا قِيلَ لَهُمْ} فهو: متى قيل لهم. ومعنى {تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ} فهو: أقبلوا وهلموا يطلب لكم رسول اللّه العفو عنكم. ومعنى {لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ} فهو: إخبار من اللّه بفعلهم إذا دعوا ليستغفر لهم. ومعنى {رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ٥} فهو: سواء عليه استغفرت لهم أم تركتهم، فأخبر اللّه نبيه أنه لن يغفر لهم، لما علم من تماديهم في الضلالة، وقلة رغبتهم في الهداية، وعرفهم بعد ذلك أنه لا يهدي من فسق. ومعنى الفسق فهو: المخالفة لرب العالمين.

  ثم قال سبحانه: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ٧}. معنى {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ} فهو: الذين يتوامرون. ومعنى {لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} فهو: لا تخرجوا شيئا من زكوات أموالكم، ولا تطهروا شيئا مما تنتفعون به من تجارتكم. ومعنى {مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} فهو:

  من مع رسول اللّه. ومعنى {يَنْفَضُّوا} فهو: يفتروا ويتشتتوا. ومعنى {وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} فهو: إخبار من اللّه لنبيه وللمؤمنين أن بيده ملك