مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل البيعة في أقطار اليمن]

صفحة 254 - الجزء 1

[كتابه إلى أهل البيعة في أقطار اليمن]

   الحمد للّه نحمده لاستحقاق محامده، ونجل⁣(⁣١) عليه الثناء السني مجده، وشكرا أياديه لترادف جوده، ونشهد أن لا إله إلا اللّه اعترافا بربوبيته، وتصديقا برسالته وإيمانا بأنبيائه وملائكته، الذي جل وعلا عن درك البرية، وعز وتفرد بالأسماء الزكية، وتنزه ونأى عن الأفعال الدنية، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين، وأمين رب العالمين، وبشير المؤمنين، أنزل اللّه ذكره قبل كونه على الأنبياء، وتنوسخ اسمه في الصحف الأولى، وبقيت نذارته وبشارته لأهل الدنيا، فصلوات اللّه عليه وعلى آله وسلم صلاة باقية إلى يوم الدين، والحمد للّه رب العالمين.

  أما بعد يا أهل خلتنا، ومن يقول في اللّه كقولنا، ويرعى أمره ونهيه كرعايتنا، فإن أولى ما سمع فاتبع كلام اللّه، وما نزل من الحق على رسوله.

  قال اللّه المخبر عن كتابه: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً ١٠٥ وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا ١٠٦ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ


(١) في السيرة: ونحل. والصواب ما أثبت.