[كتابه إلى أبي الطيب داود بن عبد الرحمن الحسيني]
[كتابه إلى أبي الطيب داود بن عبد الرحمن الحسيني]
  ﷽ من بعد الصدر يقول في فصل منه: ومما وقفت عليه منا أميت إليه في حال أفراد الكتب والقوم، فنعم القول - يعني بذلك أهل طاعته باليمن - إلا أنهم لبسوا البعد، وقد تجشموا معي ما لم يكونوا يحسبون أنهم ينالوه، ونجران وصعدة وتهامة عندهم بلاد بعيد، سيما تهامة لأنهم يخشون بها الوباء، والقوم فنعم القوم مع غالب طمع فيهم، وقد أرجو أن يبلغنا اللّه المأمول، وذكر سيدي أدام اللّه عزة ماله وأباح محبة إنفاقه، وما أعلم أنه أرسل به إلا للإنفاق عند وقت الحاجة إلى ذلك، وقد نرجو أن يفتح اللّه بخير، وإن نلتم إلى ذلك الوقت ما يوصل الجيش إلى جانب تهامة، وعسى أن يكون ذلك بالبلد ما يحمل مئونته إن شاء اللّه تعالى، فلا يكون لسيدي أعزه اللّه تعالى هم من سيدي ولديه فهما بحمد اللّه تربيا من حلا بأرضه ويظهر أن كل شوح تولى به، وقد بنو بنوه، وقد أضامنا، وطابت أنفسهما بالمقادم، وليس هذه الخمسة الأشهر الباقية إلا كيوم مع العافية، والسلام والاستمكان من المصلحة.
  وأتاه يوما خصمان من أهل طاعته قد طالت النزاعة بينهما في حصنهما عند القضاة والحكام، وذلك في شفعة طلبتها صبية بالغ وادعى المشتري أنها قد ضيعت شفعتها، وأنها قد جاوزت حدّ البلوغ فلا يجب لها إذ ذلك شفعة، وأتى وكيلها بالشهود على نساء يشهدن بأنها طلبت شفعتها ولم تبلغ بعد، وأتى بعدالتهن في ذلك، وأتى كل واحد منهما ببينة في طول نزاعهما