[رسالته إلى الهمدانيين باليمن]
[رسالته إلى الهمدانيين باليمن]
  وبلغه رسول عند ذلك من الهمدانيين باليمن بكتاب يشكون فيه تأخر أرزاقهم، وغفلة الناظر في أمورهم، وكان قد حضره بعض عماله بالناحية، ورفع إليه أعلام البلد، فكتب إليهم جواب كتابهم، نسخته:
  ﷽ أنتم أيها الأخوة تولى اللّه سلامتكم، وأتم نعمكم، وصان من الأسواء مهجكم، من لا يجهل حقه ولا يتساوده، وقد وقفت كتبنا عنكم منذ مدة من الزمان، لا عن قلى لكم، ولا كراهية لمكاتبتكم، بل النفس إليكم يشهد اللّه طامحة، والنية فيكم متجددة، ولم تتأخر كتبي عنكم، واتصال أمري إليكم، إلا لاعتمادي على أخي وسيدي أبي محمد القاسم بن الحسين الزيدي أيده اللّه تعالى، فلما كان في هذه الأيام وردت علي كتب من ناحيتكم يشكو من أنفذها تعذر الأحوال، ووقوف ما وقف من أرزاق الجميع، فيعلم اللّه لقد غمني ذلك وساءني، ثم حقق لي ذلك كتاب وصل من الشريف يشكو تعذر الأحوال عليه، وعدم الواجبات في سائر مخاليفه، فلم أكذبه ولم أعذره، إذ علمت أن التفريط ممن قلده الواجبات لا منه، ولو عدم كل شيء لما عدم في صنعاء طرفا مما يدفع به الوقت، لكن أغنتم من هنالك بعده واشتغاله، وقد عدت باللائمة عليه إذ ولّى خراج بلدانكم من لا يقوم بأمانته، ولا يؤمن من خيانته، فقد كنت وليت في عام أول من وثقت به، وأكثر في ذلك قوم، وقالوا: وليت أصحابي ليدسوا إلي من خراج البلد ما آمرهم به