مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الزيدي]

صفحة 375 - الجزء 1

[كتابه إلى الزيدي]

  وفي ذلك ترد الكتب والمواع إلى الزيدي ولا ترجع غلا جفاء ما يكون وأغلظه، كتب الإمام إلى الزيدي كتابا يعظه ويخاطبه فيه، نسخته:

   كتبت يا أخي وسيدي - أسال اللّه حفظك ورعايتك وكلاءتك - وأنا بحال من اللّه جميل وعطاء جزيل، فله الحمد كثيرا كما هو أهله من مستحقه، وبعد أبعد اللّه السوء عن نفسك، فقد بلغ الماء الزبا⁣(⁣١)، وكثر على رعيتنا البلاء، بمبلغ الأمير منتهاه فاتبعنا، فالقبول قول الوشاة واتباعنا لما فطرنا اللّه عليه من الأهواء، وإلى اللّه أبتهل وإياه أسأل أن يعجل صلاحنا، ويعيننا⁣(⁣٢) على جهاد أنفسنا، وأنا أسألك يا ابن عمي مسألة القريب لقريبه، والنسيب لنسيبه، أن تترك ما قد ساء الأولياء وشمّت الأعداء، من استغنى كل منا برأيه دون صاحبه، واللّه قد نهانا عن ذلك وأمرنا بالمعاونة على ما أمرنا به من طاعته، فقال ø: {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى}⁣[المائدة: ٢]، ونهانا عن الفرقة، فقال ø: ولا تتفرقوا ف {تَذْهَبَ رِيحُكُمْ}⁣[الأنفال: ٤٦]، وقد جمعنا أمر لا يسعنا فيه الافتراق، ويجمل بنا فيه التعاون والاتفاق، ولم نخرج من قومنا مهاجرين، ومن أوطاننا سائرين، إلا لنصرة


(١) مثل معروف. وهو بلفظ: بلغ اليل الزبا.

(٢) في السيرة: ويغنينا. والصواب ما أثبت.