مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى جميع أهل الطاعة من أهل اليمن]

صفحة 379 - الجزء 1

[كتابه إلى جميع أهل الطاعة من أهل اليمن]

  وكتب كتابا إلى جميع أهل الطاعة من أهل اليمن، نسخته:

   الحمد للّه المنفرد بالوحدانية، الآمر بحمده لكافة البرية، أحمده لجلال عظمته، ونجل⁣(⁣١) عليه الثناء لجسيم موهبته، الدائم فلا أول بدوامه، والآخر فلا انقضاء لبقائه، الموجد لما خلق لا لحاجة منه لخلقهم، بل للمنّة عليهم، وبيان صنعه⁣(⁣٢) فيهم، إذ جعلهم خلقا سويا أولي صور بهية، وحواس لما يلم بها وعيّة، وعقول لما يعرض عليها مميزة⁣(⁣٣)، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال: ٤٢]، ثم لم يذر من أوجد من خلقه من هداة يهدون بأمره إليه، ويدلون من جهل من البرية عليه، {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ١٦٥}⁣[النساء: ١٦٥]، فأبى أكثر الناس إلا كفورا وعن الحق نفورا.


(١) في السيرة: ويحل. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: صنعة. والصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: متميز. ولعل الصواب ما أثبت.